"... ولما كان الكذب متطرقا للخبر بطبيعته و له اسباه تقتضيه. فمنها التشيعات للاراء و المذاهب فإن النفس ان كانت على حال الاعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص و النظر حتى تتبين صدقه من كذبه و اذا خامرها تشيع لرأي او لنحلة قبلت ما يوفقها من الأخبار لأول وهلة. و كان ذلك الميل و التشيع غطاء على عين بصيرتها عن الانتقاد و التمحيص فتقع في قبول الكذب و نقله..
و من الأسباب المقتضية للكذب في الاخبار أيضا الثقة بالناقلين و تمحيص ذلك يرجع إلى التعديل و التجريح. و منها الذهول عن المقاصد فكثير من الناقلين لا يعرف القصد بما عاين او سمع و ينقل الخبر على ما في ظنه و تحكينه فيقع في الكذب.... "
#ابن_خلدون
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire